لا أشاهد الدراما الجزائرية حفاظا على صحتي وأعصابي!

09/07/2014 - 23:41

تذمر الكاتب محمد شرشال من الوضع الذي وصفه بالمزري لـ"الدراما الجزائرية"، وقال إنها لم تنطلق بعد ولا تزال تزاول الصفر، في ظل الحراك الكبير والتغيرات التي يشهدها العالم العربي في هذا المجال. وأشار المتحدث في هذا الحوار الذي جمعنا به إلى أنه يجب إحداث التغيير في هذا المجال، وأكد أنه يرفض أن يكون كاتب "سيناريو" تحت الطلب.
 
- لم نشاهد لك أي عمل خلال هذا الشهر، ما السبب في ذلك، رغم أن اسمك ارتبط بالإنتاجات الرمضانية؟
هناك العديد من المنتجين الذين اتصلوا بي لكتابة أعمال تحت الطلب، وأنا رفضت من حيث المبدأ بعد الخبرة التي اكتسبتها وبعد التجربة الطويلة في مجال السيناريو، لا أقول هذا من باب التفاخر وإنما الواقع هو ما يفرض علي هذا الرفض، فكيف أكتب نصوص لست مقتنع بها، وكيف أنسج حوارات لا أرى نفسي جزئ منها ولا أراها تمثلني، كل هذه المكونات هي توابل لازمة لطبخة درامية ناجحة، فإن كان السيناريست غير مقتنع بما يقدم كيف سيقنع المشاهد فيما بعد؟. وصلت لمرحلة اليوم، أرفض فيها المناسباتية وأن يرتبط اسمي بشهر أو آخر، أي تواجد الكاتب أو المخرج أو الفنان يجب أن يكون طوال السنة وليس فقط في مرحلة أو أخرى.
 
- تحدثت في أكثر من مناسبة عن مسلسل "أكبادنا"، أين وصل هذا العمل، ومتى سيرى النور؟
أنهيت كتابة هذا العمل منذ أربع سنوات، واعتكفت لإتمامه ثلاث سنوات كاملة، وضعت كل جهدي في هذا العمل الذي يعكس المجتمع بكل تفاصيله والذي يجسد معاناة عديد العائلات في الوقت الراهن، حاولت من خلال هذا العمل، أن أخرج من الروتين الدرامي المطروح على الساحة الجزائرية، وأصريت على أن ينفذ بالطريقة التي يستحقها لإيماني بأن هذا العمل يجب أن ينفذ صح. وللأسف الأسباب الإنتاجية هي التي حالت دون خروجه إلى النور، ولا أريد العودة لتفاصيل أكثر في أسباب عدم وجوده اليوم منجزا على الساحة.
 
- بعد العوائق التي واجهت العمل، هل تفكر في منحه لجهة إنتاجية عربية؟
ليس يمكن تصدير أعمالنا فقط لسبب هو أننا لم نستطيع تصدير أبسط الأمور في بلدنا، نحن لم نستطيع تصدير حتى لهجتنا، هذه الأخيرة مازالت مثل النكرة لدى أشقاءنا العرب، أريد هنا إثارة سؤال لماذا وصلتنا اللهجة المصرية والسورية واللبنانية في الوقت الذي لا يفهم حتى جيراننا لهجتنا. وأعود لمسلسل "أكبادنا"، وموضوع سؤالك، كان هناك نية لأن تنتجه فقناة "نسمة" المغاربية، وقد أعلن مديرها قبل فترة للصحافة أنه سيكون هنالك عمل درامي جزائري من إنتاج القناة في تلميح له لـ"أكبادنا"، ولكن الشراكة توقفت لأسباب أجهلها وقد تكون الأزمة الاقتصادية.
 
- بعد مرور حوالي سنتين أو أكثر على فتح السمعي البصري على الاستثمار الخاص، كيف تجد وضع الدراما الجزائرية وحتى البرامج في ظل هذا "الانفتاح"؟
مع احتراماتي لكل المبادرات لهذه القنوات الخاصة، ولكن أؤكد لك أنها لا تخدم الإبداع، بل تكرس الرداءة، هم لا يبحثون إلا عن الربح السريع ولا يهمهم المادة المقدمة، هل ترتقي لمستوى تطلع المشاهد أو لا. وأستطيع القول إنه هنالك "لوبي" يعتمد على المحسوبية كمبدأ تعمل كلها على تسويق الرداءة وتقديمها في طبق "فني مقرف"، لذلك أعود وأقول لهذه الأسباب رفضت أن أكون كاتب سيناريو تحت الطلب.
 
- ما تقييمك للبرامج والأعمال الدرامية الجزائرية التي تبث خلال الشهر الفضيل عبر كل القنوات العمومية و الخاصة؟
نحن لم ننطلق بعد، بل ودرامانا لازالت تزاول الصفر، أقول هذا الكلام بحرقة قلب لأن الجزائر لديها طاقات ومحترفين في المجال ويمكن إحداث التغيير، ما يقدم خلال هذا الشهر من أعمال هو إهانة للدراما والتلفزيون الجزائريين، صراحة أنا لا أشاهد الدراما الجزائرية حفاظا على صحتي وأعصابي، فأنا أغار على بلدي وبما أن التلفزيون وجه من أوجه أي دولة فلا أريد أن أرى بلدي تهان وأنا مكتوف الأيدي.. ورمضانكم كريم.