أكثر من 1500 بيت قصديري في غابات العاصمة واسترجاعها مرهون بعملية الترحيل

07/02/2014 - 22:04

40 غابة فقط من أصل 118 ذات طابع عائلي ترفيهي
الحديث عن الفضاءات الترفيهية العائلية على مستوى ولاية الجزائر وخاصة الفضاءات الغابية يجرنا إلى الحديث عن ندرة كبيرة من حيث هذه المرافق، فيما توجد الفضاءات القليلة المتواجدة حاليا في وضع كارثي لا يحفز إطلاقا العائلات العاصمية على التنقل الى الغابة من أجل التنزه أو الاستجمام.
رغم أن ولاية الجزائر تزخر بثروة غابية معتبرة بفضل تواجد حوالي 118 غابة مترامية الأطراف بين عدة مناطق وتتربع على مساحة هامة تفوق 500 هكتار، إلا أن الفضاءات الغابية ذات الطابع العائلي الترفيهي نادرة جدا، والموجود منها لا يلبي احتياجات سكان المدنية بسبب حالة الإهمال التي طالت معظم هذه الغابات خلال عشرية الإرهاب التي مرت بها البلاد، إضافة الى غزو البيوت الفوضوية للعديد من الغابات التي كانت في وقت سابق المتنفس الوحيد لسكان العاصمة، في وقت تقوم فيه محافظة الغابات للعاصمة بمجهودات كبيرة لإعادة الاعتبار للعديد من الغابات رغم المشاكل المعقدة التي تعرفها مسألة ترحيل سكان الغابات، ناهيك عن قضايا نهب الخشب والعقار.
الحديث عن المساحات الغابية على مستوى ولاية الجزائر يجرنا إلى الغوص في مشكلة معقدة اسمها السكنات الفوضوية المنتشرة عبر حوالي 50 غابة كاملة. فيما أكدت آخر التقارير غير الرسمية بخصوص عدد هذه السكنات أن أكثر من 1500 عائلة تسكن الغابة على مستوى العاصمة، معظمها بالغابات المتواجدة وسط المدينة.
 
118 غابة بولاية الجزائر 
تتوفر ولاية الجزائر على 118 فضاء غابيا معظمه يعاني من التهميش وعدم الاستغلال العقلاني، الأمر الذي جعلها عرضة للتخريب خاصة في سنوات الإرهاب، حيث تعرضت أغلبية الغابات لنهب أشجارها وتخريب ثروتها النباتية، ولكن بعد تحسن الأوضاع الأمنية شرعت المديرية العامة للغابات بالتعاون مع محافظة الغابات لولاية الجزائر وباقي الشركاء الذين لهم علاقة بالبيئة والمحيط من بلديات وولايات وبعض الوزارات في التنسيق فيما بينها بمختلف المبادرات من أجل إعادة الاعتبار لهذه الغابات، غير أن العديد من المشاكل والعراقيل حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة لحد الآن بسبب قضية البيوت الفوضوية التي غزت عدة غابات لدواع أمنية وأخرى متعلقة بأزمة السكن، حيث باتت مسألة استرجاع هذه الغابات المسكونة متربطة بعملية ترحيل سكان هذه الغابات حسب أقوال محافظ الغابات لولاية الجزائر السيد بعزيز نورالدين.
 
40 غابة فقط ذات طابع عائلي ترفيهي 
من أصل 118 غابة متواجدة عبر تراب ولاية الجزائر، فإن 40 غابة فقط ذات طابع عائلي ترفيهي، وهي تعاني من عدة نقائص هامة في الوقت الحالي تتعلق بالاستقبال والأمن بفعل الإهمال الذي طالها خلال فترة الأزمة الأمنية، حيث تسعى الجهات المعنية في هذا الإطار بإعادة الاعتبار للطابع العائلي الترفيهي لهذه الغابات من خلال إعادة تهيئتها وتجهيزها وتأمينها، خاصة من ناحية الأمن، وهذا بتسييجها مثلما وقع مع غابة كوبيماد التي خصص لها 135 مليارا لإعادة التهيئة والتسييج مباشرة بعد ترحيل سكانها السنة الماضية، فيما تتكفل مصالح الغابات بعملية إعادة التهيئة بإعادة التشجير على وجه التحديد.
وحسب تقرير محافظة الغابات للعاصمة فإن الغابات التي استفادت من عملية إعادة التهيئة هي غابة دودو مختار ببن عكنون، وغابة فايزي ببرج الكيفان، بوشاوي وباينام.. وهي الغابات التي استعادت مكانتها الفعلية لدى سكان العاصمة وتحولت الى فضاءات ترفيهية عائلية بكل المعاني والمقاييس وهذا بفعل المجهودات الكبيرة الذي بذلتها محافظة الغابات بالتنسيق مع باقي الشركاء خاصة الولاية والبلديات.
 
6 غابات ستخضع للتهيئة في سنة 2014 
كشف محافظ الغابات لولاية الجزائر السيد بعزيز نورالدين أن السنة الجارية 2014 ستشهد عملية إعادة تهيئة 6 غابات أخرى، حيث تم جرد في إطار هذه العملية، هذه الغابات ضمن برنامج إعادة التأهيل، ويتعلق الأمر بغابة خوجة ببابا حسن، وغابة بارودي ببوشاوي، وغابة العافية التي تتوسط بلديتي القبة والمدنية، إضافة الى غابة بوليو... حيث ستكون هذه الغابات مفتوحة أمام العائلات العاصمية بداية من شهر سبتمبر المقبل، فيما ستشمل عملية إعادة تأهيل باقي الغابات في المستقبل القريب وهذا بمجرد إيجاد حلول لمشكلة السكنات الفوضوية المتواجدة بغابات بوعريوة ببوزيعة وقاص بسطاوالي، وغابة حديقة الحيوانات ببن عكنون وغابة رايس حميدو.
 
لسنا مسؤولين عن عملية ترحيل سكان الغابات 
وبخصوص مصير السكنات الفوضوية المتواجدة بعدة غابات بالعاصمة، أكد المدير العام للغابات، السيد نوال محمد لخضير، في هذا الإطار أن مصالحه ليست مسؤولة عن ترحيل هؤلاء السكان أو ضمان السكن لهم، لأن السكن من اختصاص السلطات الولائية والمحلية. وقال "إن مهمتنا الرئيسية تقتصر على التموقع مباشرة وبسرعة في الغابات التي يتم إخلاء السكان منها، ثم الشروع في عملية تهيئتها وضمان أمنها بالتعاون مع شركائنا".
في هذا السياق، أكد محافظ الغابات السيد نورالدين بعزيز، أن كل الغابات التي تم استرجاعها في الأشهر الأخيرة أعيد ترميمها وتعزيز الأمن بها وتسييجها وتجهيزها بكل الهياكل التي تجعلها مرافق وفضاءات عائلية آمنة لزوارها. كما أضاف أن هذه الغابات استفادت من عمليات تشجير واسعة بغرس الأشجار والنباتات بعدما تعرضت ثروتها الغابية والنباتية لعملية تخريب واسعة من طرف السكان، إضافة الى العوامل الطبيعية في غياب عمليات المتابعة والصيانة خلال فترة احتلالها من طرف السكان.
 
غياب أرقام رسمية عن عدد البيوت الفوضوية في الغابات
في الوقت الذي تستعد فيه حوالي 300 عائلة تقطن في عدة مواقع غابية بالعاصمة، للاستفادة من عملية الترحيل المقبلة حسب آخر الأخبار، فإن غموضا كبيرا يلف العدد الحقيقي للسكنات الفوضوية المتواجدة في  الغابات المسجلة بمحافظ الغابات لولاية الجزائر. وقد صرح في هذا الموضوع محافظ الغابات بأن مصالحه تجهل العدد الحقيقي للبيوت الفوضوية، وأن هذه المهمة تقع على عاتق البلديات والولاية.
وفي ظل غياب أرقام رسمية وصحيحة تخص العدد الحقيقي للبيوت الفوضوية المنتشرة على مستوى أكثر من 50 غابة من أصل 118 متواجدة بالعاصمة، فإن الجهات المعنية بملف الترحيل خاصة الولاية والبلدية لا تتوفر هي الأخرى على الرقم الفعلي لعدد قاطني الغابات، لكون عملية إحصاء سكان الغابات اقتصرت فقط على إحصاء سنة 2007، فيما أشارت مصادر غير رسمية إلى أن إحصاء 2007 كشف أكثر 1500 عائلة تقطن  بيوتا هشة في عدة غابات أبرزها غابة حديقة الحيوانات ببن عكنون، وغابة قاص باسطاوالي وبوعريوة ببوزريعة...
 
الفترة الإرهابية حولت الغابات الى معسكرات للسكن الفوضوي 
استفحلت ظاهرة الاستيلاء على أراضي الغابات بالعاصمة في الفترة الإرهابية التي مرت بها الجزائر، حيث تحولت بعض الغابات بالعاصمة خاصة تلك القريبة من التجمعات السكانية الى ملاجئ لإيواء العائلات الفارة من جحيم الإرهاب، إضافة الى أزمة السكن التي أرغمت العديد من العائلات العاصمية على تشييد بيوت فوضوية داخل الغابات مستغلة حالة الإهمال لهذه المواقع الغابية.
وفي هذا الإطار، أجمعت كل الآراء التي وقفنا عندها سواء من طرف السكان أو أعوان حماية الغابات، على أن غياب الرقابة لدوافع أمنية هو الذي تسبب في هذا الزحف الخطير على الغابات بالعاصمة.
وكشف آخر تقرير عن واقع الغابات في الجزائر، أن ظاهرة اكتساح البيوت الفوضوية للغابات تسبب في إتلاف حوالي 50 بالمائة من هذه الغابات بسبب الاعتداء على الثروة الغابية وقطع الإشجار بعضها من الأنواع النادرة، ناهيك عن تفشي الجرائم ببعض الغابات لاسيما الدعارة وبيع الخمور.
 
مافيا الخشب وراء تدهور الغابات 
تسببت مافيا الخشب في كارثة عظمى في حق الثروة الغابية والنباتية بغابات ولاية الجزائر، حيث تفاقم نشاط سرقة الخشب وبعض الأنواع النباتية خلال فترة الأزمة الأمنية وهذا في ظل غياب الرقابة والأمن آنذاك على العديد من الغابات.
وحسب المعلومات التي استقيناها من مصالح الغابات للعاصمة، فإن العديد من الأشجار والنباتات النادرة تعرضت للقطع والتلف من طرف مافيا الخشب خاصة أشجار الفلين والصنوبر والكاليتوس... التي تعرضت لعمليات نهب كبيرة في العشرية الأخيرة.
ولقطع الطريق على مافيا الخشب تقوم مصالح الغابات بجهود كبيرة في السنوات الأخيرة من خلال الإجراءات الرقابية الصارمة التي اتخذتها بالعديد من المواقع الغابية، وذلك بتكثيف أعوان الرقابة بالتعاون مصالح الأمن والدرك الوطني، وهي الإجراءات التي أعطت نتائج إيجابية حسب أقوال محافظ الغابات لولاية الجزائر.
 
استرجاع كل غابات العاصمة في ظرف سنتين 
في الوقت الذي تقوم فيه محافظة الغابات لولاية الجزائر بمجهودات جبارة لإعادة تهيئة الغابات التي تم إخلاؤها من السكنات الفوضوية لحد الآن، تراهن المصالح  المعنية على استعادة كل الغابات التي غزتها البيوت الفوضوية في العشرية السوداء في السنتين المقبلتين حسب تصريحات محافظ الغابات.
وقال المسؤول نفسه إن مسألة استعادة كل غابات العاصمة و وضعها تحت الرقابة الدائمة رهان كبير نسعى لتجسيده على أرض الواقع خلال السنتين المقبلتين على أكثر تقدير، وأن المشكل الوحيد المطروح حاليا يتمثل في المدة الزمنية التي ستعرفها عميلة إعادة إسكان سكان الغابات، حيث تأمل محافظ الغابات في أن يتم ترحيل أكبر عدد من السكان لاسترجاع أكبر عدد ممكن من الغابات.
وأبدى المتحدث تفاؤله بتحقيق هذا الهدف خاصة أن الإرادة متوفرة لدى جميع الشركاء من أجل إعادة الاعتبار للغابة وحمايتها.
 
أبرز الغابات بولاية الجزائر:
ـ غابة خوجة ببابا حسن.
ـ غابة بارودي.
ـ غابة العافية بين القبة والمدنية.
ـ غابة بوليو.
ـ غابة النخيل بواد أوشايح.
ـ غابة فازي ببرج الكيفان.
ـ غابة بوعريوة ببوزريعة.
ـ غابة دودو مختار وغابة حديقة الحيوانات ببن عكنون.
ـ غابة رايس حميدو.
ـ غابة قاص بسطاوالي.
ـ غابة فيلاج سات ببوزريعة.
ـ غابة باينام.
ـ غابة بوشاوي.