الممثلة المسرحية والسينمائية الشابة مونيا بوشلوخ لـ"البلاد": والدتي أدخلتني إلى المسرح خوفا من تعرضي لصدمة أثناء "العشرية السوداء"

11/02/2014 - 23:03

تعتبر الفنانة مونيا بوشلوخ والمعروفة بـ"صونيا الجزائرية"، من الجيل الجديد والفنانين الشباب، حيث تمتلك قدرات كبيرة في مجال المسرح والتمثيل وتعاملت وجسدت سيناريوهات لكبار الكتاب وتطمح في البروز على الساحة الوطنية أكثر في السنوات القادمة.. التقيناها على هامش الأيام الوطنية للأغنية الشعبية بمدينة القليعة في تيبازة تجري تدريباتها حول مسرحية "الدوامة" التي ستشارك بها في المهرجان المغاربي للمسرح بولاية وادي سوف..
 
- كيف يمكن أن تتحدثي عن نفسك وموهبتك الفنية؟
أولا شكرا لكل القائمين على النشاط الثقافي بمدينة القليعة الذين فتحوا لي أبواب المساعدة من أجل التحضير للمسرحية التي سأشارك بها في مهرجان المسرح المغاربي بولاية وادي سوف.. أما فيما يتعلق ببداياتي؛ فأنا كنت عاشقة للمسرح منذ نعومة أضافري؛ ففني هو رسالة وليس تجارة واهتمامي بجمهوري يرتكز على تقديم أعمال هادفة ونوعية. وبدايتي على الخشبة كانت في زمن العشرية السوداء في مسرح الطفل أين ألحقتني والدتي بفرقة مسرحية بدار الشباب خوفا من الصدمات التي قد تلحق بي جراء الأعمال الإرهابية التي كانت تشهدها منطقة بوزريعة بالعاصمة، خاصة أن المدرسة التي كنت أدرس فيها تعرضت للتفجير سنة 1995.. ثم انتقلت إلى جمعية "ريشة" التي ساعدتني كثيرا على البروز محليا وشجعتني على مواصلة التمثيل.
 
- بمن تأثرت من الفنانين الجزائريين والعرب ومن صقل موهبتك في المسرح؟
مثلي الأعلى من الفنانين الجزائريين عز الدين مجوبي وعبد القادر علولة وصونيا التي اقتبست منها اسمها.. أما العربية فتأثرت كثيرا بسميحة أيوب ومنى واصف وعادل إمام ودريد اللحام وأحمد بدير كما ساعدني في صقل موهبتي وتوجيهي فوق الخشبة المخرج العراقي سلام الصكر والأستاذ جعفر كريم ومحمد العيد كبوش.
 
- هل تعتبرين الجزائر بلدا يساعد على التألق فنيا أم أن ما وجدته في بلدان أخرى من دعم يجعلك تقولين عكس ذلك؟
الجزائر بلد غني بفنانيه وتراثه وثقافته، بالإضافة إلى غناه بالمواهب الشابة التي تبقى تعاني نوعا من التهميش وتحتاج إلى توجيه ودعم أكبر، وبرمجة دورات تكوينية ومسابقات قصد إيجاد جو من التنافس واكتشف المواهب التي تعيش ربما في مناطق لا تسمح لها بالبروز، فنجد مثلا أن بعض الفنانين الكبار تم اكتشافهم في فرق مسرحية بلدية أو على مستوى المدارس والثانويات. وإذا تطرقنا للمسرح فنجده يسير بخطى ثابتة من أجل استعادة مكانته على الساحة الدولية بعدما عرف تراجعا في العشرية السوداء؛ شأنه شأن الأصناف الفنية الأخرى كالغناء والشعر والسينما، خاصة أن  السنوات الأخيرة برزت فيها طاقات شابة ولديها موهبة خارقة. كما ساعد احتضان الجزائر لتظاهرة "تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية" واستعدادها بـ"قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015"، ساعدت في إيجاد جو ثقافي كبير سمح بالتألق وزيادة الإنتاج الفني والدرامي والمسرحي.. ورغم هذا؛ يبقى الدعم المادي والمعنوي ليس في مستوى تطلعات الفنانين.
 
- ما رأيك في قانون الفنان الجديد وهل ترين أنه يشجع الجيل الجديد من الفنانين الشباب على الاستمرار؟
بالطبع؛ فقانون الفنان يعد مكسبا كبيرا للفنانين الجزائريين باعتباره يضمن نوعا من الحماية الاجتماعية مستقبلا، كما يعطي بعض الامتيازات التي كانت غائبة في وقت سابق ويشجعنا نحن الشباب على الاستمرار ونطالب بالتفاتات مماثلة مستقبلا، غير أن القانون لم يكن في مستوى التطلعات ولا يخدم الفنان بصفة كاملة.
 
- حدثينا عن مشاركاتك المسرحية السابقة..
حصلت على جائزة ثاني أحسن عرض مسرحي في اللقاء الوطني للمونولوغ بإدرار بمسرحية "الدوامة"، وهي عمل فكري يناقش ظاهرة "الربيع العربي" والحركية التي شدهتها مختلف الدول العربية في السنوات الأخيرة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية لكنها للأسف لم تحقق كامل أهدافها واصطدمت بعوامل خارجية لتذهب تلك التضحيات سدى.. وأنا أجسد شخصية مهمشة من المجتمع كانت مضطهدة واستمر اضطهادها مع أنها حلمت بالتغيير والسير نحو الأفضل؛ فـ"الدوامة"، عمل عربي مشترك وحققت إلى حد بعيد وحدة ثقافية عربية، فالسيناريو كتبه التونسي عبد الله القاسمي والإخراج للعراقي سلام الصكر والفنان محمد العيد كابوش ومثلت أنا الدور الرئيسي في المسرحية، وأردنا من خلال هذه المسرحية إبراز وحدة العرب في التفكير والمصير المشترك وامتزاج الأفكار.
 
- هل تحضرين لأعمال جديدة؟
حاليا أقرأ نصا مسرحيا ألفه الكاتب العراقي علي عبد النبي الزايدي، كما سأشارك في دور البطولة في فيلم زمان الدم للمؤلف محمد بدري وإخراج المخرج إسماعيل يزيد، حيث يتناول مشكلة السكن وتزوير وثائق السكن في الجزائر وأنا أجسد دور المتشردة التي وقعت ضحية احتيال رفقة مجموعة من العائلات.