مؤرخون يؤكدون: "فرنسا لا تزال تعلم الأكاذيب في المدارس حول الثورة الجزائرية"

09/02/2014 - 23:03

نظم مؤرخون ومناضلون رافقوا المناضل من أجل القضية الوطنية هنري علاڤ بالمركز الثقافي الجزائري بباريس؛ وقفة تكريمية لصاحب كتاب "المسألة" حول ممارسة التعذيب من طرف الجيش الفرنسي خلال ثورة التحرير. واستعاد المؤرخ آلان روسيو والمناضل ويليام سبورتيس والقائد الفعال للحزب الشيوعي الجزائري خلال حرب التحرير وأبناء الفقيد آلان وأندري سالم خلال مداخلاتهم؛ ذكرى الشخصية الاستثنائية لهنري علاڤ الذي كشف للرأي العام الفرنسي والدولي التعذيب الممارس من طرف الجيش الفرنسي ضد المناضلين الجزائريين. وأجمعوا على أنه بمساره النضالي لم يبتعد هنري علاڤ يوما عن مبادئه، مذكرا بأنه عمل الكثير من اجل القضية الجزائرية دون الإشهار بذلك ودون المطالبة بأي فضل. وقال ويليام سبورتيس إن هنري علاڤ قال يوما لصحفي سأله عن ممارسة التعذيب؛ إن "الحرب تكون دوما ظالمة وفي الوقت الذي نخوض فيه حربا استعمارية؛ أي حربا تخضع شعبا لإرادتها يمكن إملاء القوانين التي نريد وتكون هناك دائما تجاوزات"، مضيفا أن الحكام الفرنسيين "أصدروا قانون العفو بعد سنة 1962 برأ كل ضباهم الجلادين". وأوضح ويليام سبورتيس أن هنري علاڤ أكد أن هذا القانون "يوضح تواطؤ بينهم على أعلى مستوى" ليختم هذا الحديث بهذه الكلمات "أملي هو أن تتم إدانة الاستعمار كنظام وكجريمة ضد الإنسانية، حيث نشاهد أشياء غير معقولة مثل ذلك القانون الذي يمجد الاستعمار في الجزائر والأخطر من ذلك هو تعليم هذه الأكاذيب في المدارس". وأوضح ويليام سبورتيس أن "هنري علاڤ كان من الرجال الذين يتبعون القول بالفعل وواصل نضاله ضد الاستعمال حتى الموت".
من ناحية أخرى، تم في إطار الوقفة التكريمية، عرض فيلم وثائقي يحمل عنوان "هنري علاڤ رجل المسألة" للصحفي كريستوفر كانشيف. وهو شهادة حول ممارسة التعذيب، ويقترح مقتطفات من كتاب "المسألة" لمؤلف معاصر كبير وتفكير لمؤرخة حول صمت السلطات الاستعمارية حول ممارسة التعذيب، مع شهادة هنري علاڤ الذي تطرق في رده على شباب من حوله إلى الويلات التي عاشوها مبرزا شجاعة الرجل. وحقق كتاب "المسألة" الذي صدر عن دار النشر "مينوي"؛ نجاحا كبيرا ببيع 65 ألف نسخة يوم حجزه في 27 مارس 1958 بأمر من الحكومة الفرنسية. ويندد هنري علاڤ في هذا الكتاب ممارسة التعذيب من طرف الجيش الفرنسي وتوقيف "موريس أودان".