سمك الأرنب يثير الهلع والخوف في أوساط الصيادين بشواطئ تنس

09/02/2014 - 23:03

فرقة خاصة للقضاء عليه ومكافحة نموه في البحر المتوسط
 دقت مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية رفقة جمعيات الصيادين بسواحل تنس ناقوس الخطر إزاء استمرار اكتشاف أسماك الأرنب المسمومة أو ما بات يطلق عليها اسم "سمك القارض القاتل" والذي يعد من أهم الأسماك التي تشكل خطرا على صحة الإنسان وعلى البيئة البحرية، وقد اكتشف عديد الصيادين بسواحل غرب مدينة تنس كما هو الحال لمناطق ماينيس، واد قصب، إلى غاية المرسى 7 كائنات بحرية متوسطة الحجم، لم يسبق لها أن وجدت بمياه البحر خصوصا بهذا الشريط الساحلي الممتد على مسافة 120 كلم، وقد تأكد أنها أسماء الأرانب التي أحدثت رعبا وخوفا في الوسط المهني البحري ناهيك عن حالة القلق التي بدت على مستهلكي الأسماك بالمنطقة.
مصادر مؤكدة تحدثت لـ"البلاد" أن هذا الكائن البحري لا يزال يصنع الحدث من خلال تدفق أعداد معتبرة على سواحل غرب تنس وقد اجتاح إلى مياه المتوسط منذ منتصف جانفي الماضي سواحل تنس من خلال اكتشاف تسعة أسماك ليرتفع العدد بعدها إلى 20 ثم توالد العدد من حين إلى أخر، ليشكل خطورة على الجميع كونه يحتوي مادة سامة قادرة على التسبب في تعطيل الجهاز التنفسي والجهاز العصبي لدى الإنسان بسرعة، ويؤدي استهلاكه غالبا إلى الوفاة.
وإضافة إلى مخاطره على الصحة البشرية، فإن هذه السمكة تهدد البيئة البحرية لكونها تتغذى بشكل عام على الأسماك الصغيرة وعلى يرقاتها، مما يتسبب في الحد من تكاثر الأسماك لاسيما مادة السردين التي تعرف ندرة كبيرة هذه الأيام قد تتباين أسباب الندرة بين عوامل مناخية وأخرى لتجاوزات يرتكبها مهنيو الصيد وأخرى قد ترتبط بالهجوم الذي يشنه هذا المخلوق البحري على أنواع السردين تبعا لتقديرات أولية ذكرتها جمعيات محلية تشتغل في قطاع الصيد بمدينة تنس.
وفي هذا الصدد، تعالت أصوات كثيرة من قبل جمعيات صيد "السردين" إلى تحرك الجهات المعنية وبالأخص وزارة الصيد والموارد الصيدية قصد عقد لقاء "توعية وتحسيس "حول النباتات والحيوانات التي غزت مؤخرا المنطقة المتوسطية للتعرف إليها بشكل دقيق والسعي إلى التصدي لها صحيا واقتصاديا وبيئيا. وحسب المعلومات، فإن الظاهرة التي أصبحت جزءا من الخوف اليومي في سواحل الشلف، أدت بالمديرية المحلية للموارد الصيدية بتنس إلى توزيع مناشير تحمل تحذيرات حول خطورة تناول سمكة "الأرنب"، التي قد تؤدى إلى الوفاة فوراً نظراً لشدة سميتها. وذكرت نسخة من المناشير أن تناول وجبة سمكة "القارض" تؤدى في بعض الأحيان إلى توقف القلب تماماً, واستدلت بحوادث وقعت في تونس ومصر وبلدان عربية أخرى
ووجهت المديرية نداءات إلى الصيادين بالتعامل مع هذا الكائن البحري بحذر وتبليغ الجهات الوصية فورا لتسهيل مهمة مطاردته، كما نبهت المواطنين إلى الابتعاد عن أماكن البيع غير المنظمة لبيع منتجات الصيد البحري بتنس أو غيرها تفادياً للخطر.
في سياق متصل بالموضوع، تتأهب مديرية الصيد إلى البدء غدا الثلاثاء في حملة تحسيسية تمس مواقع الشريط الساحلي التابع للولاية لاستهداف أكثر شريحة واسعة من الصيادين للتعرف على هذا السمك لتفادي تسويقه، باعتبار أن سمك "الأرنب" يعيش في الأعماق ولا يختلط بأغلب الأسماك المستهلكة، لكن اختلاطه بها يمكن أن يؤدي إلى إصابتها بهذا السم. كما تقوم جمعيات صيد مهيكلة بإخطار الهواة بتبليغ القائمين على قطاع الصيد البحري باكتشافات جديدة لهذا الكائن المضر بعدما تم اكتشافه مجددا قبل 96 ساعة في شواطئ صخرية غرب مدينة تنس. وأكد أحد الصيادين الحامل لرخصة صيد التونة بالجهة، أن تواجد هذه السمكة بالإقليم البحري لتنس يعد دلالة واضحة على تكاثر هذا النّوع الخطير وهو ما سيحدّ من عمليات الصيد نظرا لخوف المواطنين من استهلاك الأسماك بعد انتشار خبر سمكة الأرنب وسلسلة التدابير التي اتخذتها السلطات المركزية بفرض عقوبات قاسية قد تصل إلى السجن في حال إقدام احد الصيادين على صيد السمك لخطورته على حياة الإنسان لاحتواء أحشاء مسمومة تصيب العديد من المستهلكين ومن يتناولها بالتسمم وتودي بحياته في حالة عدم إسعافه سريعًا.
وأفادنا محدثنا بأن مديرية الصيد شكلت فرقة مكافحة سمك الأرنب السام مدعومة بمختصين في الصيد البحري يراد من عملها اصطياد أعداد كبيرة منها بعد ظهورها بكثرة على شواطئ الجهة. وتتوخى المديرية صيد "السمك المسموم وإعدامه ومكافحة نموه في البحر المتوسط الذي هاجرت إليه من محيطات بحرية أخرى، مضيفا أن سمكة الأرنب لم تكن موجودة بالمرة في سواحل تنس ولم يكن الصيادون يعرفونها في الجهة أو سواحل مجاورة كما هو تيبازة أو مستغانم.